بدأت هدى، الفلسطينية المقيمة في المغرب، مسيرتها كمصممة أزياء ومنظّمة حفلات، واشتهرت خصوصًا بتصميم الأزياء المغربية. بحكم تعاملها الدائم مع “النكافات” اللواتي كنّ يخطن لها الأزياء التقليدية، كانت زبوناتها يطلبن منها ترشيح من تقوم بتنظيم العرس، فكانت تذكر لهن أسماء النكافات اللواتي تتعاون معهن. لكن مع مرور الوقت، بدأ التشجيع يتزايد من محيطها لتمارس هي بنفسها “التنكافت”، خاصة وأنها تملك كل ما يلزم من أزياء وإكسسوارات.
تقول هدى إن الفكرة أخذت وقتًا قبل أن تتحول إلى قرار، لأن مهنة “التنكافت” ليست سهلة، فهي تتطلب السهر لوقت متأخر، وتحمل مسؤوليات كبيرة. ومع كبر أولادها وتفرغها أكثر، وجدت الوقت المناسب لتدخل المجال وتنجح فيه.
لم تجد هدى صعوبة في كونها فلسطينية تعمل في مجال الأزياء المغربية، إذ تقول إنها تحب التراث المغربي بكل أشكاله، وتحرص على دراسته قبل تطبيقه في تصاميمها. وعند دخولها عالم “التنكافت”، بحثت مطولًا في أزياء مختلف المدن المغربية: الطنجاوي، الصحراوي، الفاسي وغيرها، لتتعلم طريقة إعداد كل زي بدقة، دون المساس بأصالته أو هوية القفطان.
ترى هدى أن كل موسم للأعراس يحمل صيحات جديدة، والعروسات اليوم يبحثن عن دمج القفطان التقليدي المغربي مع لمسات عصرية. وبفضل خبرتها في تصميم الأزياء، تحاول إدخال قصات عصرية مثل “الفصالة الرومية” مع الحفاظ على الروح البلدي للقفطان. فهي تؤكد أن هويته يجب أن تبقى واضحة، وأن التغيير يكون لإضافة الجمال فقط، لا لإخراجه عن أصالته.
تختم هدى حديثها بتأكيد حبها للقفطان المغربي، الذي تعتبره دائمًا زيًا محتشمًا وأنيقًا، وترى أنه الأقرب إلى المرأة العربية من حيث الجمال والوقار، معتبرة الحفاظ على هويته جزءًا من مسؤوليتها كمصممة وممارسة لـ”التنكافت”.