خبا نور كاميرته، وهدأ صوته خلف الكواليس، بعد أن رحل مساء أمس. المخرج المصري سامح عبد العزيز، صاحب البصمة الخاصة في السينما الواقعية، غادر الحياة عن عمر ناهز 49 عامًا، إثر وعكة صحية مفاجئة أُدخل بسببها العناية المركزة قبل أيام.
وأكد الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، خبر الوفاة، مشيرًا إلى أن جنازة الراحل ستُشيّع عصر اليوم من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد.
من المونتاج إلى قلب الواقع
وُلد سامح عبد العزيز في القاهرة عام 1976، وتخرّج في قسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما سنة 1996. بدأ مشواره في التلفزيون المصري كمخرج برامج، ثم انتقل إلى قناة دريم، حيث أخرج برامج مثل “جانا الهوا” و“الهوا هوانا”، بالتعاون مع الإعلامية هالة سرحان، قبل أن ينتقل إلى شبكة روتانا ويُخرج عددًا من الأغاني المصوّرة.
أفلامه… مرآة الشارع
كانت انطلاقته السينمائية عام 2005 مع فيلم “درس خصوصي”، لتتوالى بعدها أعمال رسّخت مكانته كمخرج يفهم نبض الشارع، أبرزها:
“كباريه”، “الفرح”، “حلاوة روح”، و“سوق الجمعة”. بأسلوب واقعي ولغة بصرية بسيطة وعميقة، استطاع عبد العزيز تقديم صورة صادقة للواقع الاجتماعي المصري، من دون تزويق أو تهويل.
آخر أعماله قبل الرحيل
في عامه الأخير، أنجز عبد العزيز فيلم “الدشاش” من بطولة محمد سعد، والذي عُرض في السينما خلال العام الجاري، كما قدّم مسلسل “شهادة معاملة أطفال” للفنان محمد هنيدي ضمن السباق الرمضاني الماضي.
أسماء لمنور تنعيه: “كنت نعم الإنسان الخلوق”
رثته الفنانة المغربية أسماء لمنور بكلمات مؤثرة عبر حساباتها على مواقع التواصل، وقالت:
“الأخ والصديق الغالي المخرج سامح عبد العزيز
الله يرحمك ويغفر لك ويصبر قلب حبايبك.
كنت نعم الإنسان الخلوق المحب المحترم.”

خسارة موجعة لسينما الواقع
برحيل سامح عبد العزيز، تفقد السينما المصرية صوتًا مميزًا ومخرجًا ظلّ وفيًا للناس البسطاء، متسلحًا بكاميرا تعرف الطريق إلى قلوبهم. إرثه الإنساني والفني سيبقى حاضرًا في الذاكرة، من خلال أعماله التي لن تتكرر ببساطة.