قتل زوجان طعنًا حتى الموت أمام أعين طفلتيهما، خلال نزهة عائلية بريئة بمنتزه “ديفلز دن” الأمريكي، يوم السبت 26 يوليو. الجريمة التي وصفتها السلطات بـ”العشوائية والبشعة”، ارتكبها معلم شاب كان على وشك بدء عمله في إحدى المدارس المحلية.
تفاصيل الجريمة
وجهت شرطة أركنساس تهمتي القتل العمد من الدرجة الأولى إلى المدعو أندرو جيمس مكغان، البالغ من العمر 28 عامًا، بعدما اعترف بجريمته خلال التحقيقات. الضحيتان هما كلينتون ديفيد برينك (43 عامًا) وزوجته كريستن أماندا برينك (41 عامًا)، واللذان كانا في نزهة رفقة طفلتيهما على أحد المسارات الوعرة داخل المنتزه الوطني.
الهجوم وقع بشكل مباغت، دون أي صلة سابقة بين الجاني والضحيتين. وتشير التحقيقات إلى أن مكغان باغت الزوج أولاً بطعنة مميتة، بينما سارعت الأم إلى إبعاد طفلتيها، البالغتين من العمر 7 و9 سنوات، إلى مكان آمن. ثم عادت لمحاولة إنقاذ زوجها، لكنها لقيت حتفها هي الأخرى.
الطفلتان لم تصابا جسديًا، وقد تم تسليمهما إلى رعاية العائلة.

مطاردة انتهت داخل صالون حلاقة
عقب الحادث، نشرت الشرطة رسمًا تقريبيًا للجاني ومقطع فيديو يظهره من الخلف مرتديًا ملابس سوداء، ما ساعد في تلقي أكثر من 500 بلاغ من المواطنين. وبعد خمسة أيام من التحقيق والملاحقة، ألقي القبض على مكغان داخل صالون حلاقة بمدينة سبرينغديل، الواقعة على بعد نحو 50 كلم من موقع الجريمة.
وأظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة لحظة توقيفه، حيث تمت إزالة غطاء الحلاقة عنه وتقييده. وبحسب الشرطة، فقد اعترف بالجريمة، كما تطابق حمضه النووي مع آثار دم وجدت في موقع الجريمة. وأظهرت يديه جروحًا ناتجة عن مقاومة الضحيتين أثناء الاعتداء.
ماضٍ مهني يثير الشكوك
مكغان كان قد انتقل مؤخرًا إلى أركنساس بعد عمله في مدارس عدة بأوكلاهوما وتكساس. وكان يستعد لتولي وظيفة تدريس في مدرسة ابتدائية في سبرينغديل، دون أن يباشر عمله أو يلتقي بالطلاب. رغم اجتيازه الفحوص الأمنية المعتمدة، تظهر سجلاته أنه وُضع سابقًا في إجازة إدارية بولاية تكساس عام 2023 بسبب ملاحظات تتعلق بأدائه المهني، قبل أن يستقيل لاحقًا. ولم تسجّل في حقه أي سوابق جنائية.
غياب الدافع
حتى الآن، لا تزال دوافع هذه الجريمة غامضة. الشرطة لم تعلن عن أي سبب وراء هذا الفعل الدموي، ووصفت القضية بأنها واحدة من “أكثر الجرائم فظاعة” في تاريخ الولاية، نظرًا لعشوائيتها وتأثيرها النفسي العميق على الطفلتين اللتين شاهدتا والديهما يقتلان أمام أعينهما.
النيابة العامة في مقاطعة واشنطن أوضحت أن التهم الموجهة إلى مكغان قد تفضي إلى الحكم عليه بالإعدام. ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات الاستماع في 1 أغسطس، تليها محاكمة كاملة خلال الأسابيع المقبلة.
“بطلا العائلة”

في بيان مؤثر، وصفت عائلة الضحيتين الزوجين بأنهما “بطلا العائلة”، لما قاما به من محاولات لحماية طفلتيهما حتى اللحظة الأخيرة. كما وجهت السلطات تحية للطفلتين، مؤكدة أن شهادتهما لعبت دورًا كبيرًا في تحديد هوية القاتل وتوقيفه.
وقال مدير شرطة ولاية أركنساس:
“على مدى أكثر من 27 عامًا في العمل، لم أصادف جريمة بهذه الوحشية والعشوائية. لكننا سنضمن أن هذا القاتل سينال العقاب الذي يستحقه أمام العدالة.”