ألقت السلطات التركية القبض على مشتبه به في جريمة قتل، مباشرة على الهواء، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني شهير . اللحظة المفاجئة أثارت ضجة واسعة، خاصة وأن القضية تعود إلى اختفاء غامض لشاب قبل أكثر من أربع سنوات.
اختفاء غامض منذ 2021
تعود فصول هذه القصة إلى فبراير 2021، حين اختفى الشاب التركي إمره إلفيرين، البالغ من العمر 32 عامًا. في ظروف غامضة من مدينة بورصة. لم تترك الحادثة حينها أثرًا واضحًا، ولم تظهر أي دلائل تقود إلى مكانه أو مصيره، ما جعل القضية تظل طي الكتمان لسنوات، رغم محاولات أسرته المستمرة للبحث عنه.
البرنامج الذي قلب موازين القضية
في بداية يونيو الجاري، قررت عائلة إمره الظهور في برنامج “Müge Anlı ile Tatlı Sert”،الذي يعرض على قناة ATV التركية. ويختص بحل القضايا الجنائية الغامضة. خلال الحلقات، بدأت العائلة بالإدلاء بشهادات واتهامات صادمة، من بينها اتهام مباشر لـخالة الضحية حواء أ.، بأنها ربما تكون وراء مقتله، ودفنه سرًا في حديقة منزلها الواقع بمدينة يالوفا.
تحرك أمني بعد البث
الادعاءات دفعت الجهات الأمنية إلى التحرك الفوري، حيث أرسلت فرق تابعة للدرك وجهاز التحريات الجنائية (JASAT) للبحث في الموقع المشكوك فيه. وبينما كان البرنامج مستمرًا في التحقيق وكشف المعلومات، بدأت الشرطة في تتبع بعض الأدلة الجديدة، على رأسها معلومات تخص استخدام هاتف الضحية بعد تاريخ اختفائه.
لحظة القبض على الهواء
في الحلقة التي عرضت يوم أمس الخميس 5 يونيو، حدث ما لم يكن في الحسبان. تلقى فريق البرنامج معلومات حصرية من الشرطة، وأثناء وجود صديق الضحية أحمد شينتورك في الاستوديو، تم إخباره بصدور أمر قضائي بتوقيفه، ليقتاد على الفور من داخل الاستوديو إلى مقر الدرك، ثم إلى مدينة يالوفا للتحقيق معه.
أدلة تقنية تقود إلى الشك
ما دفع السلطات للتحرك بهذه السرعة كان نتائج تحليل بيانات الهاتف، إذ تبيّن أن هاتف إمره ظل قيد الاستخدام بعد اختفائه، وأنه كان بحوزة شينتورك. ورغم محاولات هذا الأخير تبرير الأمر بقوله إنهما كانا يتبادلان الهواتف، إلا أن الرواية لم تقنع السلطات، خاصة بعد تكرار الاتهامات من قبل العائلة في البرنامج.
شهادات العائلة تعمّق الشكوك
خلال التحقيق التلفزيوني، تحدثت ابنة خالة الضحية، أوزغي، وأدلت بتفاصيل مثيرة. زعمت أن والدتها وأشقائها مسؤولون عن الجريمة، وأن الضحية دفن بالفعل في الحديقة. كما ذكرت أن صديق الضحية كان يتواصل معها بعد الحادثة، وهددها إذا ما تكلمت. شهادتها أعادت خلط أوراق القضية ودفعت الجهات المعنية لتوسيع نطاق التحقيق.
مسار التحقيق مستمر
حتى اللحظة، لم يتم العثور على جثة إمره، لكن التحقيقات لا تزال جارية على أكثر من مستوى:
- تفتيش ميداني دقيق في الحديقة المشتبه بها.
- تحليل شامل للهاتف المحمول وسجلات الاتصال.
- استجواب المقربين من الضحية ومراجعة علاقاته الشخصية.
- فحص تطابق أقوال الشهود مع الأدلة التقنية.
قضية تحولت إلى قضية رأي عام
ما يجعل هذه القضية استثنائية ليس فقط غموضها الممتد منذ أربع سنوات، بل أيضًا التحول الدراماتيكي الذي شهدته على الهواء مباشرة، وجعلها محط أنظار الرأي العام في تركيا. القبض على مشتبه به في بث مباشر لم يحدث كثيرًا، وجعل المتابعين يتساءلون عن حقيقة ما جرى بين أسوار الصمت الذي لف اختفاء إمره.