لباس العروس الحسيمية ليس مجرد لباس ، بل هو كنز من كنوز التراث المغربي . كل تفصيلة فيه تحمل قصة ، و هو لوحة تنطق بلغة الألوان و تحمل عبق الجدات و أصالة الماضي . في هذا الفيديو يأخذنا المصمم أمين عابد في رحلة لاكتشاف تفاصيله .
يبدأ زي العروس الحسيمية بـ”الليزار”، وهو غطاء يوضع على الرأس والوجه ليمنح العروس خصوصية وحشمة، قبل أن يرفع ليكشف عن “السبنية” الحمراء أو البيضاء حسب اختيارها.
تزدان العروس بقطع مجوهرات تقليدية تحمل أسماء أمازيغية مثل “ثماراسين” لتزيين الرأس، و“بخنيقة” حول العنق، إضافة إلى “الخلالات” التي تُعد رمزًا لزينة المرأة الريفية. كما تتدلى “تيسديت” في مستويات مختلفة، وتُزين المعصمين الدبالج، بينما يوضع على الاصبع خاتما مع خيط أحمر و قطعة نقدية قديمة اعتقادًا بأنها تحمي العروس من العين والسوء.
الحزام التقليدي ليس مجرد إكسسوار، بل قطعة ذات وظيفة قديمة؛ إذ كانت النساء يلففن أحزمة من الصوف لحماية الخصر أثناء القيام بالأعمال الشاقة كجلب الماء. واليوم، أصبح هذا الحزام رمزًا للأصالة يُكمل أناقة العروس.
أسفل الليزار، ترتدي العروس قفطانًا أنيقًا، وتنتعل “البلغة” التقليدية أو حذاءً موروثًا قد يصل عمره إلى قرن، حيث عرض المصمم أمين حذاءً خاصًا ورثته إحدى العائلات، ليكون شاهدًا على تاريخ طويل من الحرفية.
بجانب الزينة ترسم العروس على وجهها ما يسمى بالوشام و هو بدوره ليس عبثيا بل لكل رسم معناه ؛ منه ما يرمز إلى الفرح، ومنه ما يدل على القوة والانتصار.
الزي الأمازيغي الريفي للعروس الحسيمية ليس مجرد أقمشة ومجوهرات، بل هوية متوارثة تحكي قصة المرأة الريفية، قوةً وجمالًا، وتربط حاضر الحسيمة بماضيها العريق.