يعتبر الأستاذ المهدي العلوي الأمراني، أخصائي نفسي ومعالج أسري أن الشخصية الاتكالية تتميز بالاعتماد جزئيا أو كليا على الآخر في القيام بمختلف الأمور الحياتية اليومية، سواء في المنزل أو خارجه، و يكون المشكل أكثر تفاقما لما يتعلق الأمر بالحياة الزوجية، إذ غالبا ما يتقمص الرجل هذه الشخصية بفعل عوامل متعددة من ضمنها التربية التي تلقاها، والتأثر المجتمعي الذي يعتبر المرأة في خدمة الرجل دون مراعاة بعض الظروف والتحولات الاجتماعية المستجدة.
ويوضح الأخصائي النفسي أن الزوجة تعاني معاناة كبيرة مع الزوج الاتكالي والآثار المدمرة تشمل حتى الأطفال على المدى المتوسط والبعيد. ويؤكد المعالج الأسري أن من الملاحظ مع كامل الأسف أن هذا النوع من الأزواج هو في تزايد مضطرد، وهو ما ينعكس سلبا على المجتمع برمته، وتكون الطامة أكبر إذا وصل الاتكال حتى الجانب المادي.
ويشرح المهدي العلوي الأمراني أنه في بعض الأحيان تكون الزوجة هي السبب الرئيسي في تحول زوجها إلى هذه البنية، حيث تتعمد في بداية الحياة الزوجية التكلف بجميع الواجبات وتحرص على ملاحظة تقصيره في أي عمل لتوجه له انتقادات لاذعة، مما يجعله يتفادى ما أمكن إنجاز أي التزام والتنصل من كل المسؤوليات مع مرور الأيام، فتندم المرأة وتعاود محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد فوات الأوان، وتعود الزوج على هذا الوضع الشاذ ويترتب عن كل ذلك كثرة المشاجرات والمنازعات التي تحول الحياة إلى جحيم لا يطاق.
ويقدم الأخصائي النفسي مجموعة من النصائح للزوجات في هذه الحالة:
– الوعي أن التغيير يستلزم صبرا وسعة حيلة ومدى طويلا
– التعبير عن حاجتها الماسة لمساعدة الزوج وأهمية هذه المساندة لها ولكل الأسرة وأن الوضع الحالي لم يعد يطاق
– الحرص على طلب مساعدة الزوج القيام بواجبات سهلة وميسرة في بداية الأمر
– الحرص على أن يكون الطلب بطريقة لبقة واضحة وعدم التذمر من عدم الاستجابة وإنما الإصرار على الطلب بطريقة مختلفة
– الثناء والامتنان على كل مجهود من الزوج ولو كان صغيرا مع عدم انتقاده في حالة الإخفاق
– الإهمال المتعمد لبعض الواجبات والتعبير عن الشعور بنوع من التعب والإعياء من كثرة الأعباء
- الحرص على توفير مقابل معنوي إيجابي للزوج في حالة استجابته للمساعدة.