في محكمة الأسرة، تجدهم مجموعات، يتهامسون أحيانا، وترتفع أصواتهم أحيانا أخرى، حتى تظن أن بهم مسا من الشيطان، أزواج الأمس أصبحوا أعداء، كل يسعى بوسائله لإلغاء الآخر، والانتقام منه، متناسيا العشرة، والألفة والأبناء، ضحايا الطلاق .. هؤلاء سيعيشون فعلا التيه والضياع في القادم من سنوات عمرهم.
سجن العادات والتقاليد
التقت “لالة فاطمة” بكريم جبالي، الصحفي المغربي بمجموعة التلفزيون الفرنسي بفرنسا، فقال إن في مقدمة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع نسبة الطلاق في بلد كالمغرب تعود إلى طبيعة العلاقة بين الفرد ومجتمعه الذي تحكمه مجموعة من العادات والتقاليد التي تتجلى في السلوكات اليومية للأفراد، هذه العادات لا تسمح للفتاة بأن تطيل علاقتها بالرجل، حيث تشجع فكرة الزواج مباشرة بعد الخطبة، هروبا من القيل والقال الذي يسود مجتمعنا. وبالتالي هذه الفترة الزمنية القصيرة لا تسمح لهما بالتعرف على بعضيهما أكثر وأعمق، ما سيؤدي إلى خلل في المعاملة وفي العلاقة الزوجية، وستتضخم المشاكل إلى أن تؤدي إلى انحلال في رابطة الزواج.
لذلك، يرى جبالي، أن الشريكين عليهما أن يتعرفا على بعضيهما أكثر، ولا ضير في إطالة فترة الخطوبة، حتى يتعرفا على ماهي ميكانزمات العيش المشترك، وشكل وطبيعة البيئة التي سيعيشان فيها، ثم كيف سيتحمل أحدهما الآخر أثناء الأزمات، أسئلة كثيرة على الشريكين طرحها قبل الانخراط في بناء مؤسسة الزواج، حفاظا عليها من الانهيار يوما.
فشل الصلح القضائي
من جهتها قالت المحامية أسماء المودن، رئيسة شبكة “شمل” أن بين أسباب ارتفاع حالات الطلاق في المغرب، فشل الصلح القضائي المنصوص عليه في مدونة الأسرة، وبالعودة إلى الملفات المطروحة ستلاحظ تقول المودن أن الصلح يكاد يكون منعدما، فدعت إلى إعادة النظر في الصلح القضائي سواء من حيث التشريع أو التنزيل والتطبيق