تصدرت سوزان سميث عناوين الأخبار في أكتوبر 1994، بقصة هزت الولايات المتحدة، إذ ادعت أن رجلًا أسودًا اختطف سيارتها وفيها طفلاها، مما أثار حملة بحث وطنية استمرت تسعة أيام. لكن الحقيقة كانت أبشع مما تخيله أحد، فقد اعترفت لاحقًا بأنها قادت سيارتها إلى بحيرة، وتركتها تنزلق إلى الماء بينما كان صغيراها، مايكل (3 سنوات) وألكساندر (14 شهرًا)، مقيدين في المقعد الخلفي، ليغرقا ببطء.
اليوم، وبعد مرور 30 عامًا على هذه الجريمة المروعة، لا تزال سوزان سميث خلف القضبان، بعدما فشلت في الحصول على الإفراج المشروط في نوفمبر 2024.

حياة سوزان سميث خلف القضبان: فضائح وانتهاكات
منذ دخولها سجن “كاميل جريفين جراهام” عام 1995، لم تكن سميث نزيلة مثالية. ففي عام 2000، أدين حارسان بإقامة علاقات غير مشروعة معها، وأحدهما قضى ثلاثة أشهر في السجن. بعدها، تم نقلها إلى “سجن ليث” حيث زادت القيود المفروضة عليها، خاصة بعد اتهامها بتعاطي المخدرات وإيذاء النفس
وفقًا لتقارير السجن، خضعت سميث لعقوبات متكررة بين 2010 و2017 بسبب حيازتها مواد ممنوعة، وحرمت من زيارات الأهل واستخدام الهاتف لفترات طويلة. ويقال إنها كانت مدمنة على “الاهتمام الذكوري”، وعندما لم يعد متاحًا، لجأت إلى تعاطي المخدرات.

بين الحب والوهم: قصة العلاقة الغامضة
رغم العزلة التي فرضها السجن، وجدت سميث وسيلة للبحث عن “الحب”. ففي عام 2022، بدأت مراسلة رجل في منتصف الأربعينات بعد أن تأثر بقصتها في وثائقي تلفزيوني. تبادلا الرسائل لعدة أشهر، وتحدثا عن مستقبل مشترك بعد إطلاق سراحها. لكن العلاقة لم تدم طويلًا، وانتهت فجأة بحلول عام 2023.
طلب الإفراج المشروط: ندم متأخر أم محاولة يائسة؟
مع اقتراب موعد جلسة الإفراج المشروط في نوفمبر 2024، حاولت سميث تحسين سلوكها في السجن، آملة في كسب تعاطف اللجنة. وأثناء الجلسة، ادعت أنها “لم تكن في وعيها” وقت ارتكاب الجريمة، وأنها أصبحت متدينة وتطلب الرحمة. لكنها لم تنجح في إقناع اللجنة، التي رفضت الإفراج عنها، ليبقى الباب مفتوحًا أمام إعادة المحاولة في 2026.
تقرؤون أيضا : أم في 23 تدان بجريمة قتل ابنتها الرضيعة وتحكم بالمؤبد
“لن أسمح لها بالخروج”: موقف الأب الثابت
على الجانب الآخر، ظل ديفيد سميث، والد الضحيتين، ثابتًا في موقفه. قبل جلسة الإفراج، أكد أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع خروج زوجته السابقة، مشددًا على أنها لم تظهر أي ندم حقيقي. كما صرح بأنه سيحضر كل جلسة قادمة لضمان بقائها خلف القضبان، حتى لا تذهب معاناة طفليه هباءً.

حكاية سوزان سميث الكاذبة وجريمة لا تنسى
لم تكن جريمة سميث مجرد مأساة عائلية، بل فتحت نقاشًا حول العنصرية والتلاعب بالمجتمع. فقد استغلت مخاوف الناس من “الرجل الأسود الخاطف” لإخفاء جريمتها، وهو ما استحضر أصداء قضايا تاريخية مثل إيميت تيل، الفتى الأسود الذي قتل ظلماً في الخمسينيات.
اليوم، ومع رفض طلبها بالإفراج المشروط، تستمر معاناة سميث داخل السجن، حيث تحاصرها قيود الذنب والقوانين. أما المجتمع، فلم ينسَ بعد الطفلين اللذين لم يمنحا فرصة للحياة، بعدما قررت أمهما أن حبهما لم يكن كافيًا لمنحها السعادة التي تبحث عنها.