من الطبيعي وجود خلافات بين الزوجين على مر حياتهما الزوجية، ومع ذلك تستمر هذه العلاقة لأن الحياة لا طعم لها بدون المتناقضين السعادة والمشاكل. وفي هذا الصدد يجيبنا عبد الرحيم عنبي أستاذ علم الاجتماع عن بعض الأسئلة في هذا الموضوع.
هل التنازل ضعف أو قوة في بعض المواقف؟
على مر التاريخ، اجتهدت العديد من الأطراف في إيجاد أشكال متعددة ومتنوعة في تدبير النزاعات الأسرية، وخاصة بين الزوجين، فالعلاقات الزوجية داخل الأسرة المغربية، تتعرض بين الفينة والأخرى لهزات، ولكي لا تعصف بها، فإن كلا من الزوج والزوجة يقدمان تنازلات، قد تفهم على أنها ضعف لطرف ما وقوة لطرف اخر. غير أن ما يمكن أن نفسر به هذه التنازلات من الناحية السوسيولوجية كونها واقعة في إطار الثقافة الذكورية، التي تعطي الحق للرجل في تدبير الشأن الأسري، بل حتى الأطراف المتدخلة في بعض الأحيان بين الزوجين، غالبا ما تستخدم مجموعة من الألفاظ، التي تدل على حكمة الرجل وضعف المرأة (أنت غير امرأة، هو الرجل من حقو خاصك تسمعي ليه) وغيرها من الألفاظ الدالة.
بماذا تفسرون اعتراض بعض الأزواج عن التنازل؟
الاعتراض عن تقديم تنازلات داخل المؤسسة الأسرية، يعني عدم الثقة بين الطرفين. كما يعني أن ثقافة الخلاف هي التي تسيطر، وليست ثقافة التدبير، أيضا عدم تقديم تنازلات، يعني عدم تفهم كل طرف للاخر. فاستمرار المؤسسة اللأسرية نابع بالأساس من سيادة هذه الثقافة، حتى لا يتحول الزوج والزوجة إلى أعداء وتتحول معهما المؤسسة الأسرية إلى مجال للصراع عوض تدبير الخلافات، صحيح أن الثقافة الذكورية التي لا زالت تسود بمجتمعنا تجعل من المرأة الأكثر تنازلا، والأكثر تحملا للأعباء الأسرية، غير أن هذه التنازلات تبقى مهمة في عدم تعميق الخلافات والنزاعات الأسرية.